احصائيات

عدد إدراجاتك: 9

عدد المشاهدات: 1,622

عدد التعليقات المنشورة: 0

عدد التعليقات غير المنشورة: 0

دفتري.كوم
تصفح صور دفتري تصفح اقتباسات دفتري تسجيل / دخول






Articles

ثنائية البناء والتجميع

ثنائية البناء والتجميع

وليد الصيفي

 

قد يبدو عنوان المقال غير مألوف لدى القارئ لأول وهلة، وعند البحث على موقع (google) لن تجد نتائج كثيرة ودقيقة تشفي غليلك، ولكن مفهوم العنوان متداول ومطروح بكثرة في أوساط المفكرين والمثقفين، فكل من يطرق باب الثقافة ويلج بوابة الفكر لابد له من فهم مفهومي ( البناء والتجميع) ليكون على بينة من أمره ويجود فكره وتحليله ونتاجه.

نقصد ب ( البناء): عملية وقاعدة

عملية: تقوم على استقطاب العلوم والمعارف والتنقيب عنها وفق احتياجات ومعايير وأهداف الشخص.

وهو قاعدة: ترتكز عليها تصرفات الإنسان وأقواله و خطراته وتحليله وفهمه للواقع من حوله.

أي أن عملية البناء تستمر وفق منهجية وأهداف واضحة في ذهن الشخص، ومع الوقت تصبح هذه المتكسبات ونتاج البناء قاعدة تحكم سلوك وفهم الأمور.

أما التجميع فالمقصود به: جمع الأفكار والعلوم والمعارف الموجودة والمتداولة في الواقع بمختلف الوسائل.

دعونا نضرب مثالين يوضح الفرق بين المفهومين أكثر:

المثال الأول: أنقله عن الأستاذ عبد العزيز العوضي: ( شخص هدفه جمع الأحجار، وآخر هدفه جمع الأحجار لرجم الشيطان، الأول سيجمع من كل شكل ولون، أما الثاني سيجمع ما ينفعه في رجم الشيطان فقط، ولو قرر الأول أن يرجم بعد جمعه للأحجار، فقد لا يفيده شيء مما جمع)، لو تأملنا في هذا المثال، لرأينا أن الأول مارس ( التجميع) فقط، أما الثاني فقد مارس البناء والتجميع معاً، مع أن الاثنان مارسا نفس العمل الظاهر وهو جمع الحجارة، لكن الفارق هو في نتاج وحصيلة عملية التجميع، الأول لم يوظف ما جمعه في شيء يخدم هدفه وتوجهه، بينما الثاني وظفه في خدمة هدفه وربما يكون وفر الوقت والجهد لأنه يعرف ماذا يريد بالضبط.

المثال الثاني: أمامنا شابان:كل منهما يحب الفكر ويريد أن يكون مفكراً، الأول أخذ يجمع الكتب والمحاضرات والفيديوهات الفكرية، ويقرأ من هنا كتاباً ومن هناك كتاباً...، والثاني قرر أن يكون مفكراً سياسياً، فسأل عن طريق ذلك و استشار أهل التخصص في هذا المجال، ثم وضع له خطة فكرية ومنهجية ومعايير لبناء نفسه فكرياً، وعرف أمهات الكتب في هذا المجال، وأدوات الفكر والتحليل السياسي، وبدأ يجمع الكتب وينتقي منها، وأعطى وقتاً محدداً لكل جزء من أجزاء الفكر السياسي، كلا الشابان مارس التجميع، لكن الأول اكتفي بالتجميع ونسي الهدف والمنهجية، فبذل جهدا كبيرا دون تحصيل ونتائج توزاي ما بذل، أما الثاني فمارس التجميع على أسس ومعايير البناء الفكري التي وضعها لنفسه، فكانت نتائجه مضاعفة وأسرع من الأول، فهو كالمهندس  الذي جمع معلومات محددة عن قطعة أرض خالية، وصاغها و بنى عليها قصرا منيفاً.  

ويمكن أن نفرق بين المفهومين بعدة نقاط:

1-     الاستمرارية: عملية البناء مستمرة وتأثيرها متواصل، أما التجميع فهو عملية قد تتوقف وخاضعة لظروف وجهد الشخص.

2-     الأهمية: كلا المفهومين مهم، إلا أنا أن البناء أهم ومقدم على التجميع العشوائي.

3-     السهولة: البناء أصعب من التجميع، فمثلا عندما يمارس عامل البناء التجميع لا يمارس جهدا كبيرا، يقوم بجمع مواد البناء من حجارة وأسمنت وغيرها بالتعاون مع الموردين، أما البناء فيتطلب منه جهدا كبيرا وتركيز ومسؤولية.

أخيرا لكي نستثمر التجميع: لابد من استشارة المتخصصين، و تحديد الهدف بالضبط، و وضع خطة منهجية للتجميع ترتكز على الهدف والاستشارة.

اضافة تعليق


مسجل في دفتري
نص التعليق
زائر
نص التعليق